السبت، 18 مايو 2013

38% يعانون من "التقزم الغذائى".. نتيجة تدهور صحة الجنين

الأقزام يعيشون بيننا وهم كثيرون فى العالم ولا يلفتون الانتباه مثل العمالقة، وتوجد قبائل كاملة اشتهرت بهم، ويتعامل معهم الكثير على أنهم أطفال لأول وهلة، هذا بالإضافة إلى الفناء المتعمد بالإهمال، رغم تاريخهم البائس وجدنا قدماء المصريين يحترمونهم ويجعلون لهم مكانة مرموقة بل وجدت لهم تماثيل لشخصيات مرموقة من الأقزام فى مصر القديمة وكان المصريون قد اجتلبوهم خلال تجارتهم مع النوبة، وقد جىء بأول قزم أيام الملك "أسيسى من الأسرة الخامسة"، على حين جىء بآخر قزم من بلاد يام فى النوبة العليا من أجل الملك الطفل بيبى الثانى.



يشرح كل من د. خالد المنباوى، أستاذ طب الاطفال بالمركز القومى للبحوث، ود. سوزيت هلال، استشارى المخ والأعصاب بالمركز القومى للبحوث، ما هو التقزم؟ وما الأسباب التى تؤدى إلى إصابة الجنين به؟، وهل هو مرض وراثى أم لا؟ وكيف تحافظ الأم على جنيها من التقزم؟.



يقول المنباوى ترجع أهمية موضوع التقزم إلى معلومات هامة ونتائج دراسات عديدة أوضحت أن عدد الأقزام فى العالم طبقاً لأحدث إحصائية بلغ 200 ألف قزم، هذا بالأضافة إلى دراسة مصرية حديثة أعدها معهد بحوث الأغذية، التابع لمركز البحوث الزراعية أثبت إلى أن حوالى 38% من المصريين يعانون "التقزم الغذائى"، وهو قصر القامة المرتبط بسوء التغذية وأن هناك علاقة وثيقة بين التغذية والتقزم الغذائى وانخفاض الوزن لدى الأطفال والأمهات.



ولقد أثبتت دراسات مصرية أخرى أن ظاهرة التقزم الغذائى بلغت بين الأطفال 24% عموماً، حيث تزداد بالناطق الريفية إلى 25.2% عن المدينة التى تبلغ نسبتها 20.5%، أما فى الصعيد المصرى ترتفع النسبة إلى 47%، وتصل فى الوجه البحرى إلى 30.8%.



أوضح المنباوى أن انخفض الوزن بين الأطفال عن المعدل الطبيعى حيث بلغ 19.4% فى الريف، بينما وصل فى المدينة إلى 14.4% .



يرجع السبب فى ذلك إلى تغيير الأنماط الغذائية، والاعتماد على الوجبات السريعة، وتجاهل الرضاعة الطبيعية للطفل، وراء التدهور الشديد فى الأوضاع الصحية.



أكد المنباوى على أن الإصابة بالتقزم قد يحدث عندما يكون هناك نقص فى هرمون النمو أثناء فترة الطفولة، الذى يتم إفرازه بواسطة الغدة النخامية التى تعرف باسم "المايسترو" كما يطلق عليها المتخصصون وهذا الهرمون وظيفته التحكم فى عملية التمثيل الغذائى خاصة البروتين، وهذا السبب أو المرض يمكن علاجه طبياً فى الصغر ونسبة النجاح تكون كبيرة.



وعن الأسباب، أشار إلى أن الاضطرابات وراثية من أهم عوامل الإصابة، لكن أسباب غير محددة فى جين أو كروموزوم محدد ولقد وجد أن معظم هذه الاضطرابات تحدث نتيجة طفرة جينية عشوائية فى الحيوانات المنوية للأب أو بالمبيض بالنسبة للأم بدلا من أن تكون فى التركيب الجينى الكامل للوالدين، هذا بالإضافة إلى بعض المسببات الأخرى وهم كالتالى :

- تعرض الأم للإصابة ببعض الأمراض خلال فترة الحمل، كالحصبة وتسمم الحمل، مع ضعف التغذية أثناء الحمل التى تؤدى إلى إنجاب مولود صغير الحجم، يعانى من مشكلة قصر القامة فيما بعد، كذلك التشوهات العظمية الغضروفية الوراثية والتى تؤثر على النمو الطبيعى للعظام والغضاريف، وعدم وجود التنسيق فى شكل البنية الجسدية، ولكن قصر القامة لا تكون حادة جدآ فى هذا النوع.



- يظهر قصر القامة عند الأطفال كجزء من أعراض مرض أساسى ويختلف سبب القصر طبقاً لاختلاف نوعية المرض، فالمواليد الذين يعانون من أمراض القلب الوراثية يصاحبها قصر القامة، وكذلك بعض أمراض الجهاز الهضمى مثل النزلات المعوية المزمنة وأمراض الجهاز التنفسى وعلى رأسها الربو المزمن وأمراض الجهاز البولى والكلى وبعض أمراض الجهاز العصبى ونقص الفيتامين وسوء التغذية.



- أضافت سوزيت أن التقزم الناتج عن عيوب فى الجينات أو ما تعرف بالـ Achondroplasia" "هو شكل من قصر القامة الذى يصاحبه قصر ذات الأطراف، وهذا النوع من التقزم كلمة تعنى حرفيا "عدم تكوين الغضاريف، التى تشكل جزءا كبيرا من الهيكل العظمى خلال النمو فى وقت مبكر، ومع ذلك فإن مشكلة التقزم ليست فى تشكيل الغضروف ولكن فى تحوله إلى عظام (عملية تسمى التحجر)، خاصة فى العظام الطويلة كالذراعين والساقين.



- الإصابة بمتلازمة تيرنر التى تحدث بسبب حذف عشوائى أو تغيير حاد فى كروموسوم X إما فى الحيوان المنوى أو البويضة، هو واحد من اثنين من الكروموزومات التى تحدد جنس الجنين فالأنثى ترث كروموزوم X من كل من الوالدين ( XX )، أما الذكر فيحصل على الكروموزوم X يحصل عليه الطفل الذكر من والدته بينما يحصل على الـY كروموزوم من الأب وعليه فإن الفتاة المصابة بمتلازمة تيرنر يكون لديها فقط نسخة واحدة تعمل بشكل كامل من الكروموزوم الأنثوى بدلا من أثنين.



- تحدث الإصابة بالتقزم أيضا نتيجة القصور ببعض الغدد الصماء الغدة الدرقية، كما أن حالات من المصابين بمتلازمة داوون يعانى بعضهم من قصر القامة التى قد تصل إلى التقزم، كما أن طفرة الجين شوكس ( SHOX ) .



كما أن هناك قصر القامة العائلى والتى يكون فيها الوالدين يعانيان من قصر قامتهم ولكن فى أحيان كثيرة نجد أن بعض هؤلاء الأطفال ينمون طبيعيا وبسرعة عند مرحلة البلوغ.



وعن كيفية تفادى الأم إصابة طفلها الإصابة بالتقزم علاج قصر أوضح المنباوى أنه يتم من خلال إخضاع نمو الطفل لمراقبة مستمرة من الطبيب المختص من أجل التأكد من أن نموه يسير فى منحنى سليم ومتواكب مع منحنيات النمو السليمة، أما إذا تبين أن نموه غير طبيعى ويعانى من اضطراب فإن التدخل الطبى المبكر هام جدا بالرغم من التكلفة المرتفعة لهذه العلاجات خاصة فى مراحل الطفل الأولى.






المصدر اليوم السابع

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More