الأحد، 4 أغسطس 2013

أستاذ طب نفسى: الطب النفسى من أعلى الفروع والدراما المصرية تشوه صورته

فى بعض الأحيان نمر بكثير من الأزمات والعقبات التى تؤثر على حياتنا، أو نصاب ببعض الأمراض يكون لها تأثير سلبى على صحتنا النفسية، ونغفل مدى ضرورة الصحة النفسية على الصحة الجسدية العامة بالنسبة لنا، وعند شعورنا ببعض الأعراض التى تدل على الإصابة بالمرض النفسى نتجاهلها، وذلك نتيجة للفكر الخاطئ الذى صور من يذهبون للعيادات النفسية أنهم "مجانين".



أكد الدكتور محمد عادل الحديدى أستاذ الطب النفسى بجامعة المنصورة أن الطبيب النفسى ليس مثل أى طبيب آخر، لأن الطب النفسى يتدخل فى جميع الأمراض العضوية، لافتا إلى أن الصحة النفسية لها عامل كبير على الحالة الجسدية الكاملة.



وأوضح أستاذ الطب النفسى فى تصريح لـ"اليوم السابع" أن الأمراض النفسية تقسم إلى نوعين، وهما "مريض عصابى" و"مريض زهامى"، ولكل منهما بعض الأعراض التى توضح الفرق بين المرضين، فالمريض العصابى من أكثر الأمراض انتشارا فهو الشخص الذى يدرك أن ظروفه النفسية هى سبب فى تدهور عمله الوظيفى أو علاقاته الاجتماعية، ويكون مدركا تماما لتأثير صحته النفسية على حياته، ويشعر بالقلق والاكتئاب وتوتر لكن بطريقة زائدة تؤثر على حياته وشعوره بعدم السعادة والخوف الشديد من الذهاب للعمل وفقدان الأمل، فيجب عند شعوره بهذه الأعراض أن يذهب إلى الطبيب النفسى.



أما بالنسبة للجانب الآخر، نجد أن "المريض الزهامى" غير مدرك نهائيا أنه مريض ويفعل تصرفات منتقدة وخاطئة تدل على أنه مريض، فعند ملاحظة هذه الأعراض يجب على الأسرة أن تأخذه إلى الطبيب النفسى ومن هذه الأعراض: العصبية الشديدة والعنف الزائد، وضلالات واعتقادات خاطئة غير حقيقية، على سبيل المثال يعتقد المريض أن هناك أشخاصا يفعلون مؤامرات ضده، أو أنه مراقب ومضطهد من قبل البعض.



واستكمل، ومن الأعراض الأخرى للمريض "الزهامى" اعتقاده أن هناك قوى خارجية تتحكم فى تصرفاته مثل وجود "جن" بداخله هو من يحركه ويساعده على الكلام، والهلوسة هى عبارة عن أحاسيس عديمة المصدر بمعنى أن المريض أحيانا يشعر أنه يسمع أصوات دون وجود أى مصدر للصوت.

كما أضاف الطبيب أن هناك بعض الأعراض العامة العادية توجد عند الكثير تدل على الإصابة بالمرض النفسى بوجه عام، مثل اعتقاد البعض أن السبب وراء فشلهم بعملهم وعلاقاتهم الاجتماعية نتيجة لسحر، أو حسد ويذهبون إلى أشخاص لفك هذه الأشياء التى يعتقدونها، ويكون ذلك نتيجة أنه لم يستطع أن يستخدم قدراته فى العمل، وعدم الذهاب إلى المناسبات الاجتماعية مثل الأفراح والعزاء، والأداء الضعيف فى العمل بعد أن كان عمله جيد.

وفى سياق آخر، انتقد الحديدى تشويه إحدى المسلسلات الرمضانية "حكاية حياة" لصورة الطبيب النفسى بابتزازه للمرضى عن طريق تفشى أسرارهم مقابل عائد مادى، وذلك لاعتمادهم على التشويق حتى يحدث المخرج حبكة درامية للحصول على مشاهدة أكثر، موضحا أن المريض النفسى مجرد وجوده عند طبيب نفسى تتواجد السرية التامة فى المعلومات وتكون سرية بحكم القانون، ولم يستطع الطبيب أن يخرج أى معلومة لأهله إلا فى الضرورة القصوى أو للواصى القانونى للمريض أو المحكمة.



وأضاف أستاذ الطب النفسى، أن الطب النفسى من أعلى الفروع عالميا، لكن المسلسلات والأفلام المصرية شوهت صورة الطبيب النفسى وصورته بشكل أنه مجنون، أو من يذهب إلى الطبيب النفسى يعتبر مجنونا وذلك أدى إلى عدم ذهاب الكثير من المرضى للذهاب لعيادات الأطباء النفسيين نتيجة للفكرة الخاطئة التى اكتسبوها من الدراما.






المصدر اليوم السابع

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More