الأحد، 4 أغسطس 2013

د. محمد فتوح: تطبيق مفهومى (فرض العين) و(فرض الكفاية) فى السياسة

* امرأة ستضطر للولادة فى طائرة،

- مساعدة هذه المرأة حينها "فرض كفاية" على كل الموجودين، - لولم يقم به أحدهم كانوا جميعاً "مذنبين"، - ولوقام به فرد أومجموعة رفع "الذنب" عن الجميع، - وحصل القائمون به على "أجر" إضافى، معنوى أو مادى، من الله أو من المجتمع.

- فإذا كان فى الطائرة طبيب ولادة كانت مساعدتها (فرض عين) عليه لا خيار أخلاقيا له فى ألا يقوم به، وكان على الجميع حينها أمران:

- أمر بديهى بألا يفتى أحدهم فى مهنة ذلك الطبيب وأن يتيحوا جميعاً الفرصة له ليقوم بما يفهم،

- وواجب أخلاقى بأن يتراجعوا خلفه استعداداً لتنفيذ ما قد يكلفهم به من معونة فى مهمته، ولا مانع من إبداء (مشورة استفهامية) فى خصوص شكل وطريقة تلك المعونة .

- أما إذا خلت الطائرة من الأطباء كان على أعلم من فيها بشأن الولادة أن يتصدى لها (بمشورة) الآخرين، ربما تصادف أن هذا الشخص حضر ولادات أبنائه، أو هو مهندس فى مستشفى، أو مهتم بأمر التوليد ودرسه فى كتاب أو فى فيديو من باب الهواية، فى النهاية هو أعلمهم وعليه (يقود) مساعدة تلك المرأة، وأذناه مفتوحتان لكل (إقتراح) من الآخرين.

-

وحتى إذا عدمت الطائرة أى شخص له أى خبرة بالولادة فلن يسقط (فرض الكفاية) عن الجميع فى شأن مساعدة تلك المرأة،

- يجب أن (ينتخبوا) منهم أحداً يوجههم فى هذه الأزمة.

- والأولى أن يرضوا (بالعرف) فيكون هذا الفرد القائد هو نفسه الفرد القائد للطائرة (الطيار(،

- وعليه حينها أن (يجمع) آراء الناس ويكون (حكماً) على أيها منطقى وأيها ليس كذلك،

- ثم يتخذ (قراراً) فى شأن ما يجب عمله من تصرف تجاه المشكلة فى ضوء ميزان (المصالح والمفاسد) .

* وهكذا السياسة، فالولاية والمعارضة الرشيدة (فرضا كفاية) على المجتمع، ،

1- فإذا وجدنا على كرسى الحكم أوحوله رجلاً معلوم الكفاءة يقيناً "وجب" علينا جميعاً :

- تركه يفعل ما يفهم، - الوقوف خلفه لمساعدته ودعمه، مع إسداء (النصح المهذب) فى شأن ما لا نحيط بكل تفاصيله، ،

- وإذا كان المجتمع كله (هواة) بلا خبرة سياسية ولا فكرية يقينية وجب علينا :

- البحث عن أكثر من بيننا خبرة وتصديره للحكم، - ووجب عليه فتح أذنيه للجميع مستمعاً (للمشورة الملزمة) من باقى الهواة !!

- وإذا كنا مجتمعاً مجرف الحقوق وحكامه ومعارضوه ساكتين عن تلك الحال وجب على الجميع أن يشتركوا فيما لا يتقنون من السياسة.

- يقاومون ذلك بكل ما هوممكن : نصح، ثورة، عنف،

- ويا حبذا لولإنتخبوا من بينهم (قائداً) لذلك التحرك، أويرضوا (بالعرف) بأن يكون هذا القائد هوقائد مشروع التغيير وصائغ بيانه، فيكون هو(بوتقة) آمالهم ورؤاهم .

* عزيزى الثائر الذى لم يكن لك خبرة بالسياسة قبل الثورة ولم تطور ذلك بعدها :

- لقد قمت بأفضل ما يمكن أن يجاهد به البشر : (دفع الظلم القادم من سلطان جائر).

- فرجاء لا تفسد هذا النضال بأن تصر على التقافز الدائم فى وجه كل سلطان حتى ولم يكن جائراً !!

- ولا تتبع عملك (المن والأذى) فتعاير الناس بنضالك وتحتسبه (ثمناً) لإجبار المجتمع على أن يشركك فى السياسة وأنت غير كفؤ لها، ، أنت بذلك لا فرق بينك وبين من ينقذ فتاة من الخطف ثم يجبر أهلها على أن يزوجوها له مكافأة على بطولته !!

* عزيزى المناضل السابق المتقافز الحالى :

- فى قلب نظام الحكم وفوق رأسه اليوم إثنان من عشرة ممن صاغوا بيان التغيير لثورتك الأولى،

- وهم فى نفس الوقت - كما أدعى - أكثر إثنان لهم خبرة سياسية ومعرفة استيراتيجية فى بلدك،

- وإختارهم لذلك صاحب أكبر خبرة وقدرة عسكرية فى هذا الوطن !

- فاهدأ بالله عليك فليس هناك فى المتاح أفضل مما ترى، ، وكن لهم سنداً طالما كانوا على الحق، ، ولا تتحفهم بآراء هى كالحصى بجوار الجبال إذا قارنتها بأفكارهم، ولا تتصور أنك ترى الصورة كاملة، فحتى لوكنت مجتهداً لتعرف كل الواقع المتاح لك إعلامياً فإعرف أن (ما خفى كان أعظم).

(الــهرى) ليس واجباً وطنياً،

- و(الــهرى) كذلك ليس أحد حقوق البشر الموجودة لا فى الأديان ولا فى ميثاق الأمم المتحدة لحقوق الإنسان !!






المصدر اليوم السابع

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More