الثلاثاء، 10 سبتمبر 2013

كيف يكشف الحمض النووى عن المتورطين فى تفجير موكب وزير الداخلية؟

يعكف الطب الشرعى حاليا على تحليل الحامض النووى (دى إن أيه- DNA) لتحديد البصمات الوراثية والكشف عن هوية الأشلاء التى كانت متواجدة فى عملية محاولة اغتيال وزير الداخلية، الأمر الذى جعل البعض يتساءل عن تطبيقات الحامض النووى فى الأدلة والتحقيقات الجنائية، وكيفية استخدامه للكشف عن المتورطين فى عمليات الاغتيال والأعمال الإجرامية، ويشير الدكتور أحمد سمير خير الله إلى أن هذه التطبيقات قد نمت بشكل كبير فى السنوات الأخيرة، وساعدت على تطبيق القانون والتعرف على عدد كبير من المجرمين وكذا تبرئة أشخاص آخرين، وحل العديد من الجرائم الصعبة.



ويتابع خير الله، لافتاً إلى أن الحامض النووى الخاص بالإنسان يحتوى على كل المعلومات الوراثية لهذا الشخص، وبالتالى فهو يختلف من شخص إلى أخر، كما أن الإنسان لديه نفس الحامض النووى فى كافة أجزاء جسمه، وفى كل خلية من خلاياه، ولذلك فإن الإفرازات أو الأجزاء المتعلقة بجسم الجانى التى يتركها خلفه فى موقع الجريمة يمكن استخدامها للتعرف على الحامض النووى الخاص به، ومن أمثلة ذلك الدم، اللعاب، العرق، الشعر، الأسنان، المخاط، الأظافر، السائل المنوى.



ويستكمل خير الله، مشيراً أن معظم هذه الأدلة توجد على جسم الضحية، إلا أنها قد توجد فى بعض الأحيان الأخرى على الملابس، والأسلحة المستخدمة فى الجريمة، إضافة اللعاب الموجود على أعقاب السجائر وكؤوس الشراب أو الطوابع البريدية، المناديل، أو حتى فى مكان العضة التى قد يتركها الجانى على جسم الضحية.



ولحفظ العينة التى تحتوى الحامض النووى للمشتبه به فى أفضل حالة، يقوم المختصون بجمع الأدلة الجنائية باتباع بعض الإجراءات الوقائية، والتى تشمل: ارتداء القفازات، تجنب السعال أَو العطس بالقرب من العينة، عدم تخزين الأدلة والحامض النووى فى ضوء الشمس المباشر بل ينبغى أن يتم التخزين فى درجة حرارة الغرفة، وكذلك استعمال حقائب أو أظرف ورقية لتخزين العينات والبعد عن الأكياس البلاستيكية التى قد تتسبب فى تلف العينة نتيجة لاحتفاظها بنسبة عالية من الرطوبة.



وبعد حفظ العينة بشكل سليم واستخلاص الحامض النووى منها، تتم المضاهاة مع قاعدة البيانات المتاحة لدى الجهات الأمنية، لتمييز المشتبه بهم المحتملين الذين لديهم بصمة وراثية مماثلة للعينة الموجودة فى موقع الجريمة، وتسمى هذه الخطوة DNA profiling أو genetic fingerprinting.



ويختتم خير الله قائلاً إنه على الرغم من الحساسية والدقة العالية التى يتمتع بها استخدام الحامض النووى فى التحقيقات الجنائية، إلا أن الصعوبة التى يواجهها الأطباء الشرعيون تكمن فى وجود الحامض النووى للمجرم بكميات قليلة، وبالتالى فإن تلوث هذه العينة بأحماض نووية لأشخاص آخرين قد يعقد الأمور ويزيد بشكل كبير من صعوبة التعرف على البصمة الوراثية للجانى.







المصدر اليوم السابع

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More