الثلاثاء، 22 أكتوبر 2013

العلماء يطورون مضادا حيويا مستشعا يكشف عن أماكن العدوى البكتيرية

طور علماء مضادا حيويا مستشعا (فلوريا) يعمل مثل كلب الشرطة المدرب الذى يتعقب المجرمين عن طريق حاسة الشم، حيث يتحرك هذا المضاد الحيوى فى الجسم ويحدد أماكن العدوى البكتيرية التى يصعب تشخيصها وعلاجها بدون هذا المضاد الحيوى.



ويعتقد العلماء أنه يمكن استخدام هذا المضاد الحيوى المستشع الجديد لتسهيل رؤية حالات العدوى الخطيرة حول الأطراف الصناعية والأعضاء أو الأنسجة الأخرى المزروعة فى الجسم.



وقد ساعد فى هذه العملية التى يتم فيها استخدام المضاد الحيوى فانكومايسين التطورات الحديثة فى تقنيات التصوير الضوئى والتى تجعل تصوير العدوى البكتيرية فى الوقت الحقيقى أمرا ممكنا حاليا. وقد أطلق على هذا المضاد الحيوى المستشع "فانكو-800سى دبليو".



وأظهرت الاختبارات التى أجريت على الفئران أن "فانكو-800سى دبليو" يمكن أن يكتشف الالتهابات البكتيرية ويميز بينها وبين الالتهابات غير البكتيرية.



وتبين للعلماء، الذين نشروا أبحاثهم فى مجلة "نيتشر كوميونيكاشنز"، أن الاختبارات الأولية التى أجريت على الجزء السفلى من الساق لجثة إنسان كانت أيضا إيجابية.



واختار البروفيسور يان مارتن فان ديجيل من جامعة جرونينجن فى هولندا وفريق بحثه الفانكومايسين لأنه مضاد حيوى له تاريخ طويل من الاستخدام فى علاج العدوى البكتيرية التى تصيب الأنسجة الرخوة.



وصنف العلماء المضاد الحيوى بمساعدة مادة صبغية مستشعة قبل حقن الفئران المختبرية بأنواع مختلفة من البكتيريا التى تسبب التهاب العضلات. كما استخدمت مواد كيميائية مضيئة لتسجيل معدل نجاح الطريقة الجديدة.



بعد يومين من العدوى، تم حقن الحيوانات بجرعة صغيرة من المضاد الحيوى المستشع وبعد24 ساعة، تمكن الباحثون من رؤية المواقع البرتقالية اللون التى هاجم فيها المضاد الحيوى البكتيريا، إلا أن مستويات النجاح كانت متفاوتة.



وعلى سبيل المثال، تم اكتشاف بكتيريا مثل المكورات العنقودية الذهبية بوضوح فى حين أن البكتيريا ذات التركيب العضوى المختلف مثل "إى كولاى" لم يتم اكتشافها.



وأوضح صاحب الدراسة فان ديجيل أن المادة المستشعة استمرت على الأقل لمدة 24 ساعة، لأن جرعة المضاد الحيوى التى تم حقنها كانت صغيرة ولم تقتل أيا من أنواع البكتيريا، وقد لوحظت أول إشارات ملونة بعد ساعات قليلة من حقن البكتيريا.



وأمكن باستخدام هذه الطريقة بصفة خاصة اكتشاف البكتيريا التى تلتصق بأعضاء وأنسجة الإنسان الصناعية المزروعة وغالبا ما تؤدى إلى مضاعفات صحية.



ويعتقد العلماء أن مثل هذه الإصابات يمكن علاجها بطريقة أفضل فى المراحل المبكرة من العدوى، لكن للأسف فإنه نادرا ما يتم اكتشافها فى الوقت المناسب.



وقال الباحث المشارك فى الدراسة نوت أولسين من معهد علم الأحياء الجزيئى فى جامعة فورتسبورغ بألمانيا: "حالما تنتشر مثل هذه العدوى، فإنه فى ظروف معينة قد يتعين استئصال العضو أو النسيج الصناعى المزروع جراحيا مرة أخرى".



وحتى الآن كان المضاد الحيوى المستشع ناجحا فقط عند اختباره على الجثث البشرية، لكن العلماء يستعدون بالفعل لإجراء أول دراسات سريرية على البشر الأحياء.



ويعتقد الباحثون أن تلك العملية يمكن أن تكون مفيدة بشكل خاص لأنها تقدم صورا حية دون الحاجة إلى إجراء جراحة أو أشعة.






المصدر اليوم السابع

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More