الأحد، 12 مايو 2013

دكتور محمد لطفى الساعى يكتب: هوس تبييض البشرة بين الوهم والحقيقة العلمية

انتشرت فى الفترة الأخيرة الكثير من المنتجات التجميلية فى الصيدليات، ومراكز التجميل على شكل كبسولات وحقن وكريمات تحتوى على مادة الجلوتاثيون، وتستخدمها الفتيات على أمل الحصول على لون بشرة أفتح من اللون الحقيقى، وأملا فى علاج البقع والإسمرار فى الجلد.



"الجلوتاثيون" هو مادة يفرزها الكبد، وهو مركب يصنف من الببتدات الثلاثية، وينتجها الجسم من ثلاثة أحماض أمينية، هى السيستين، وحمض الجلوتاميك، الجلايسين، ولعلاقته بتلك الأحماض الأمينية فقد صنف على أنه حمض أمينى.

أكبر مخازن لهذا المركب هو الكبد، حيث يقوم بإزالة سمية المركبات الضارة حتى يمكن التخلص منها عن طريق الصفراء، ويتم إطلاق بعض من الجلوتاثيون من الكبد إلى مجرى الدم مباشرة، حيث يساعد على المحافظة على سلامة خلايا الدم الحمراء، وحماية خلايا الدم البيضاء، كما يوجد الجلوتاثيون أيضا فى الرئتين والقناة المعوية، وكلما تقدم الإنسان فى السن انخفضت مستويات الجلوتاثيون.



يعتبر الجلوتاثيون مضاد قوى للأكسدة ينتجه الكبد حيث يمنع تكوُّن الذرات الحرة، ويحمى الخلايا من الإصابة بالتلف بسببها، يحمى الجلوتاثيون الجسم بوسائل عدة فهو يقوم بمعادلة جزيئات الأكسجين قبل أن تتمكن من الإضرار بالخلايا.



ما هى فوائد "الجلوتاثيون" على أعضاء الجسم المختلفة؟

لا يحمى الجلوتاثيون الخلايا المفردة فقط، ولكنه كذلك يحمى أنسجة الشرايين والمخ والقلب وخلايا جهاز المناعة والكليتين وعدستى العينين، والكبد والرئتين والجلد من التدمير، بسبب الأكسدة، وهو ما يلعب دوراً هاماً فى الوقاية من السرطان، وخاصة سرطان الكبد وقد يكون له تأثير مضاد للشيخوخة.

ماهى المصادر الطبيعية للجلوتاثيون؟

الجلوتاثيون موجود بالفواكه والخضروات، وخاصة العنب، والجزر، والبرتقال، والجريب فروت، والأفوكادو، والبروكلى بكل ألوانه، والثوم، والطماطم، والسبانخ، والكركم الطازج والمجفف، والبطيخ، والبطاطس والبطاطا الحلوة بكل ألوانهم وأنواعهم، والكوسة وغيرهم، ومن الأفضل تناول الجلوتاثيون عن طريق الأطعمة الطبيعية، وليس على شكل مكملات غذائية، ولهذا نجد أن الأطعمة الطبيعية وحدها تنقى وتنظف الكبد والدم والجسم، وتساعد على توحد لون وتجانس البشرة، وتجملها طبيعيا.



ما هى الاستخدامات الطبية للجلوتاثيون؟

الجلوتاثيون يعد من أشهر مضادات الأكسدة ولهذا يستخدم بشكل أساسى لمرضى السرطان – كفانا الله وإياكم- كنوع من دعم الجسم وتقوية مناعته بمساعدته على أكسدة الغذاء، كما يستخدم الجلوتاثيون فى علاج مرض شلل الرعاش ( الباركنسون) وسرطان الكبد والثدى وانخفاض ضغط الدم.



تبييض البشرة هو أحد الأعراض الجانية للجلوتاثيون، وإن بداية فكرة استخدامه فى التفتيح كانت عند ملاحظة أن مرضى السرطان ومستخدمى هذه كبسولات يتمتعون بجلد أكثر نضارة وأفتح لوناً عن ذى قبل، فبدأوا باستخدام مضادات الأكسدة من أجل الحصول على جلد أبيض، وأنه من الضرورى الحصول على كميات كبيرة من الجلوتاثيون بشكل يومى حتى تظهر أعراضه الجانية فى شكل تفتيح للبشرة.



ولهذا فكل الكبسولات أو الحقن الموجودة فى السوق بتركيزاتها المختلفة لا فائدة من تناولها، ولا تستطيع بأى شكل أن تحقق تبييض البشرة المطلوب، وهذا ما لاحظناه مع الحالات التى قامت بتناول هذه الكبسولات أو الحقن لمده طويلة، ودفعن مبالغ كبيرة، ولم يجدوا أى فائدة منها بعد أن انساقوا وراء كذب شركات التجميل، أو من يتاجر بهذه الأدوية، و لهذا نجد أن كبسولات الجلوتاثيون تباع فى العالم كله فى المحال التجارية تحت اسم المكملات الغذائية، وأسعارها تكاد تكون منخفضة للغاية عن مثيلاتها هنا، ويلجأ الناس لتناولها فقط بجرعات معتدلة للاستفادة منها كمكمل غذائى مثلها مثل أى نوع من الفيتامينات.



تعتبر الجلوتاثيون من المكملات الغذائية من مواد طبيعية، وهو من مضادات الأكسدة الجيدة جدا.

والجلوتاثيون تعتبر مواد طبيعية، ولذلك يتم فقط مراقبتها من قبل هيئة الأغذية ولا يتم اشتراط موافقة الهيئة عليها للتداول، ولذلك هى منتج أمن ويستخدم من قبل أطباء التغذية والباطنة والكبد والمخ والأعصاب، وكلمة "أمن" هنا معناها، استخدامها فى الأمراض المخصص لها فقط.

لا يوجد أى أبحاث على استخدام إبر وحقن الجلوتاثيون فى تبييض البشرة بكثرة، ولا توجد أى تقارير عن الأعراض الجانبية التى من الممكن أن يسببها تناول الإبر والحقن لفترات طويلة وبجرعات كبيرة.



ونظرا لعدم وجود أبحاث فى هذا الشأن كثيرة، وعدم وضوح ذلك، فيكون هنا الخطورة من استخدام إبر وحقن الجلوتاثيون فى غير غرضها، والتى تستخدم من أجله، وخاصة كميات كبيرة منها قد تسبب مشاكل لا يعرفها أحد ولمدد طويلة.























المصدر اليوم السابع

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More