مرض التصلب المتعدد، أو المتناثر، من الأمراض التى تؤثر على أعصاب الجسم, ويعتبر مرضًا غامضًا يخطف الشباب إذا لم يكتشفوه مبكرًا.
يقول الدكتور غريب فاوى محمد، أستاذ ورئيس قسم المخ والأعصاب بكلية طب سوهاج, عضو الأكاديمية الأمريكية للأعصاب, وعضو الجمعية الدولية للسكتة الدماغية, إن المرض عبارة عن تلف المادة البيضاء (المايلين) التى تغلف الخلايا العصبية والأعصاب فى أنحاء الجهاز العصبى، مما يؤدى إلى ظهور أعراض مرضية مرتبطة بطبيعة ووظيفة الجزء المصاب.
و"المايلين" مادة دهنية عازلة للأعصاب، وتعمل كغطاء للسلك الكهربائى، وبدورها تسمح بتوصيل الإشارات العصبية بين الخلايا العصبية للقيام بدورها، وعندما تتلف هذه المادة يحدث خلل فى قدرة الجزء المصاب على القيام بعمله بكفاءة.
ويشير "فاوى" إلى أسباب المرض، قائلا، "غالبا ما يحدث خلل فى الجهاز المناعى، وحتى الآن لاتوجد أسباب محددة، فقد يشكل العامل الوراثى الجينى سببًا ما, وقد يشكل التهاب فيروسى سابق (فيروس أبشتاين بار) سببًا ما, ووجد أن أصحاب البشرة البيضاء أكثر عرضة للمرض من أصحاب البشرة الداكنة, ووجد أن النساء أكثر عرضة بمقدار ضعفين من الرجال, ويصيب الإنسان غالبًا فى السن من 20 وحتى 50 عامًا.
وأضاف فاوى، أن من خصائص المرض أنه يأتى فى صورة نوبات حادة ومتكررة فى أوقات مختلفة، وأماكن متفرقة فى أنحاء الجهاز العصبى، وهناك أماكن أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض، مثل العصب البصرى, المخيخ, الحبل الشوكى, جذع المخ, ما تحت القشرة المخية.
وعن أعراض المرض يؤكد أنها تأتى حادة غالبا، متمثلة فى طبيعة الجزء المصاب، مثلا:
• أعراض بصرية: فقدان حاد للرؤية فى إحدى العينين, رؤية مزدوجة, رؤية ضبابية.
• أعراض حركية: ضعف شديد وثقل بحركة إحدى أو كلا الطرفين (غالبا الطرفين السفليين).
• أعراض حسية: تنميل وآلام شديدة مثل لسع النار, حرقان, ماس كهربائى فى الوجه(العصب الخامس) أو فى الرقبة منتشرا إلى الظهر والساقين عند حركة الرقبة.
• عدم اتزان حركى ورعشة مع حركة اليدين وإجهاد.
• فقدان جزئى للذاكرة والانتباه وأحيانا اكتئاب وتوتر عصبى.
وعن أنواع المرض فيوضح أنها:
• قد يأتى المرض فى صورة نوبة حادة وحيدة منعزلة غير متكررة، وهنا تكمن صعوبة تشخيص المرض، الذى يحتاج إلى نوبات متكررة (فى الزمان) ومتفرقة (فى المكان).
• النوع الشائع وهو حدوث نوبات حادة متكررة ومتفرقة، يحدث منها تحسن جزئى بعد أسابيع.
• قد يأتى المرض مبدئيا فى صورة نوبات ثم يحدث تدهور تدريجى تصاعدى للمرض.
• قد يأتى المرض من البداية فى صورة تدهور تدريجى تصاعدى.
و قد أكد فاوى أن التشخيص يتطلب دراية كاملة بطبيعة المرض من طبيب الأعصاب وينقسم إلى:
التشخيص الإكلينيكى :
• حدوث نوبات متكررة ومتفرقة فى أنحاء الجهاز العصبى
• استبعاد أمراض أخرى قد تتشابه مع مرض التصلب المتعدد مثل – أمراض الأوعية الدموية المخية, التهابات المخ, أورام المخ , الأمراض المناعية, وغيرها.
عمل الفحوصات:
عمل أشعة رنين مغناطيسى بالصبغة حيث تظهر أماكن الإصابة فى صورة بقع متفرقة فى أماكن محددة.
وقد يحتاج الطبيب المعالج لعمل فحص الجهد المستثار أو فحوصات معملية فى الدم أو السائل النخاعى لتأكيد التشخيص .
وقد أشار فاوى إلى أن علاج المرض ينقسم إلى أربعة محاور:
• علاج مستمر يقوم بتعديل وتغيير مسار المرض وهو الأكثر تكلفة والأشق بالنسبة للمرضى ويتراوح هذا المحور بين:
1. العلاج بالكيتوسترويد بجرعات كبيرة لفترات محددة ومتكررة وهذا العلاج هو الأرخص ولكن النتائج غير مشجعة دومًا بجانب الأعراض الجانبية.
2. العلاج بحقن الإنتيرفيرون تحت الجلد أو فى العضل مرتين أو ثلاثة أسبوعيا وهو الأشهر والأكثر تكلفة والأكثر نجاحا، ولكن كثرة واستمرار أخذ الحقن غالبا ما يشكل عاملا نفسيا سيئا للمريض.
3. وأخيرا ظهر دواء جديد، يشكل ثورة فى علاج التصلب المتناثر، الذى يؤخذ بالفم، ولكن له احتياطات مشددة، ولابد أن يتم أخذه بالمستشفى وتحت ملاحظة طبية، وبعد عمل فحص طبى ومعملى معين، وللأسف تكلفته تفوق تكلفة الحقن بأكثر من أربعة أضعاف.
• علاج الانتكاسة أو الارتدات الحادة وهذا غالبا مايكون بالكيتوسترويد أو بغسيل البلازما.
• علاج للأعراض المصاحبة للمرض مثل الألم – تيبس العضلات – عدم الاتزان الحركى – خلل وظيفة المثانة- صعوبة المشى.
• العلاج النفسى الاجتماعى.
وأضاف فاوى، أنه للأسف حتى الآن مع خطورة هذا المرض والتكلفة العالية فى علاجه, لاتستطيع الغالبية من المرضى فى شراء العلاج أو الاستمرار فيه فى غياب تام من الدولة متمثلة فى هيئة التأمين الصحى التى تعذب المريض ويتم مشاركة جزئية لايستطيع المريض معها تكملة المشوار .
للمزيد من اخبار الصحة والطب...
الاستمتاع بالحياة يحافظ على القدرات البدنية مع تقدم السن
السمنة مصدر للاستروجين وأحد عوامل الإصابة بسرطان بطانة الرحم
نصائح مهمة عند شراء المضادات الحيوية
المصدر اليوم السابع
0 التعليقات:
إرسال تعليق