قالت دكتورة منى حمدى أستاذة طب الأطفال وأمراض الدم بجامعة القاهرة، إنه لابد من إجراء تحاليل للكشف عن حاملى المرض قبل الزواج، حيث إن نسبة حاملى المرض فى مصر تصل إلى حوالى 9 %، مشيرة إلى أنه أصبح هذا الإجراء إلزاميا فى كثير من الدول العربية، مثل السعودية والإمارات، وهذا الإجراء أدى إلى منع انتشار مرض "أنيميا البحر المتوسط"، حيث إنه ثبت بالبحث العلمى والدراسات أن زواج اثنين من حاملى المرض يؤدى إلى احتمالية المخاطرة فى كل حمل بنسبة 25 %.
وأوضحت أن الزوجين لابد أن يقوما بعمل تحليل صورة دم كاملة، وفصل كهربائى للهيموجلوبين حتى يتبين مدى إصابتهم بأنيميا البحر المتوسط من عدمه، ومن الضرورى إجراء هذه التحاليل لتحديد حاملى المرض نظرا لخطورة المرض وللأضرار الناجمة عنه، حيث يظل المريض طوال حياته معرض لنقل الدم مرة شهريا وهو ما يعرضه لمخاطر نقل الدم، حيث إن هناك ما لا يقل عن 69 % من مرضى أنيميا البحر المتوسط أصيبوا بفيروس "سى" من جراء نقل الدم، حيث لا تتوافر الإمكانيات اللازمة للفحص الشامل لفيروس "سى" قبل نقل الدم إليهم، مما يعرضهم لمخاطر العدوى بالفيروس والإيدز أيضا.
وأشارت دكتورة منى، إلى أن نقل الدم ينتج عنه تراكم الحديد فى جسم المريض، مما يؤدى إلى أضرار جسيمة بالقلب وتليف الكبد واختلال فى كل وظائف الغدد، ومنها تأخر النمو والإصابة بمرض السكر، موضحة أن العلاج يتمثل فى إنزال الحديد من الجسم من خلال العقاقير، وتركيب مضخة لوضع العلاج تحت الجلد، حيث يتم تركيبها 5 أيام أسبوعيا لمدة من 8 : 12 ساعة يوميا يأخذ دواء اسمه "ديسترال"، والذى يعمل على بذل الحديد من الجسم، والمريض لا يعالج طوال حياته بهذه الطريقة، مما يعرض المريض لألام وحساسية من جراء تركيب المضخة.
كما أضافت دكتورة منى، أن حاليا توجد عقاقير يتم تناولها عن طريق الفم لم تكن موجودة من قبل يظل يتناولها المريض طوال حياته، وهناك أدوية يكفلها التأمين الصحى، ولكن المشكلة تكمن فى الشباب الذين تم فصلهم من تحت مظلة التأمين الصحى، حيث إن القرارات على نفقة الدولة لا تكفى سوى لنقل الدم فقط، وبالتالى لا يأخذ علاجه بالطريقة الصحيحة، ويتعرض للآثار الجانبية لنقل الدم.
يذكر أن الدكتورة منى عضوة فى إحدى الجمعيات الخيرية التى تتولى رعاية مرضى أنيميا البحر المتوسط حيث تحاول الجمعية جمع التبرعات اللازمة لمساعدة هؤلاء المرضى الشباب، وشراء الأدوية لهم، حيث إن عدم توفير العلاج يجعلهم يتعرضون للوفاة نتيجة ترسب الحديد فى القلب، لذا فهم فى احتياج دائم لإنزال الحديد من القلب حيث ينتج عن ذلك فشل فى عضلة القلب نتيجة تراكم الحديد وارتفاع الضغط بالشريان الرئوى، نتيجة ترسب الحديد، مما يعرضهم للوفاة مبكرا، أما المنتظمين فى العلاج فيمكن أن تصل أعمارهم لسن الـ60 ويستطيعون العيش والزواج والإنجاب، ويتم عمل تحليل للزوج والزوجة قبل الزواج، ولكن ترسب الحديد يمنع البلوغ ومن ثم لا يستطيع الزواج أو الحياة بصورة طبيعية.
وهذا ما ينطبق على المرضى السوريين اللاجئين الموجودين حاليا فى مصر، حيث يواجهون مشكلة العلاج لأن منظمة الصحة العالمية توفر لهم كوبونات لنقل الدم من المركز الإقليمى لنقل الدم، والمشكلة تكمن فى العلاج، ونطالب بتوفير العلاج اللازم لهم، لأنهم لا يملكون ثمن شراء هذه الأدوية.
المصدر اليوم السابع
0 التعليقات:
إرسال تعليق