مع ارتفاع درجة الحرارة والزحام وبدء موسم الإجازات، تلجا الأسر المصرية إلى المصايف والشواطئ، هربا من درجة الحرارة المرتفعة، وأملا فى الحصول على وقت ممتع مع العائلة، وللأسف فإن فصل الصيف من أكثر الفصول التى تساعد على انتشار كثير من أمراض الصيف، والتى قد تسبب أرقا لربة الأسرة وقد تتسبب فى تحمل الأسرة لعبء تحمل مريض، وخاصة صغار وكبار السن، وإليكم أكثر الأمراض انتشارا فى فصل الصيف:
"الرمد الربيعى"
قال دكتور متولى البنا استشارى الرمد بمستشفى الرمد ببورسعيد، إن مرض الرمد الربيعى هو مرض يصيب المرضى فى فترة الانتقال من فصل إلى آخر، لذا ينشط كثير فى بداية الصيف ونهايته، وهو أحد أنواع الحساسية التى تصيب ملتحمة العين، وهو شائع أكثر بين صغار السن،
وتتسبب درجة الحرارة المرتفعة مع الأتربة، ومع استعداد المريض فى الإصابة بمرض الرمد الربيعى.
كما أشار إلى أن أعراضه تكون عبارة عن احمرار شديد فى العين مع وجود إفرازات (ملكى) تشبه اللبن، ووجود بقع صغيرة بيضاء اللون، خاصة فى الجفن العلوى، وظهور تلوّن جيلاتينى بالملتحمة حول القرنية.
وعن علاج تلك الحالة، نصح دكتور البنا بضرورة المداومة على عمل كمادات باردة، بالإضافة إلى استعمال علاجات مضادة للحساسية، وفى بعض الحالات الشديدة يعطى الكورتيزون كعلاج لفترة محدودة.
"الحمونيل"
قالت دكتورة مهجة حنا استشارية الأمراض الجلدية والتناسلية، إن مع فصل الصيف وانتشار الزحام بين الناس تساعد على انتشار أمراض الصيف، ومن أشهرها وأكثرها انتشارا هو مرض الحمونيل.
وأشارت إلى أن الحمونيل يعرف على أنه التهابات فى الغدد العرقية، نتيجة انسدادها بالأملاح الخارجة من العرق، وينتج عن ذلك ظهور بقع حمراء اللون على جسد المريض، تسبب حكة شديدة، وقد يصل الأمر إلى ظهور بقع مليئة بسوائل صديدية نتيجة تلوثها ببكتريا صديدية.
وأوضحت دكتورة مهجة، أن أسباب انتشار الحمونيل فى الصيف قد يكون بسبب إهمال النظافة الشخصية، لذلك ننصح مريض الحمونيل بضرورة الاستحمام من (2-3) يوميا على الأقل، وضرورة الابتعاد عن أفراد الأسرة، وعدم استخدام أدوات المريض الشخصية، مؤكدة أنه على المريض ارتداء الملابس القطنية الماصة للعرق، مع استخدامه المضادات الحيوية، وبعض المراهم، وتتراوح حضانة المرض من أسبوع إلى 10 أيام.
"الكلف، أو زيادة الصبغة الجلدية"
قال دكتور مصطفى عباس استشارى الأمراض الجلدية والتناسلية، إن مرض الكلف، أو زيادة الصبغة الجلدية نتيجة لارتفاع درجات الحرارة أعلى من معدلاتها ولوجود نسبة رطوبة عالية، وليس فقط للتعرض المباشر لأشعة الشمس، وأيضا التعرض لأشعة الشمس غير المباشرة التى تنعكس من الحوائط، أو الأرضيات أو الزجاج كل هذا يؤدى إلى حدوث ما يسمى بالكلف، أو زيادة الصبغة الجلدية.
كما أشارإلى أنه يظهر فى الأماكن التى تكون أكثر تعرضا للشمس، مثل الوجه والجبهة وحول الفم وتزيد فى الأشخاص التى لديها حساسية أكثر للضوء، عن الأشخاص الآخرين، ويكون فيها نسبة وراثية لهذه الحساسية، وتكون حدوثها أكثر فى النساء عن الرجال وهذه الزيادة الصبغية رحمة من الله، حتى لا يحدث سرطان الجلد، وهذه الصبغة تمتص الأشعة الفوق البنفسجية الضارة.
ونصح دكتور مصطفى، بأن تلاشى حدوث مثل هذا المرض يستوجب البعد عن الأماكن التى بها حرارة ورطوبة عالية، أو الجلوس فى أماكن تتعرض لأشعة غير مباشرة، والجلوس فى داخل الأماكن المكيفة واستعمال الكريمات الحامية والواقية والعاكسة من أشعة الشمس، ورغم أن هذه الكريمات واللوسيونات تحتوى على عامل الحماية من الشمس عالى، إلا أنه لا يحمى الجلد إلا ساعتين فقط، وأحيانا المواد المستخدمة فى صناعته مواد زيتية، أو دهنية ممكن أن تزيد من زيادة الصبغة لو استعمل باستمرار، وأوقات طويلة أكثر من ساعتين، لذا ينصح باستخدامه فى حدود ضيقة.
"الحصف المعدى"
كما حدثنا دكتور مصطفى عن"الحصف المعدى" قائلا: إن مرض الحصف المعدى من الأمراض المعدية، ويصيب الأطفال أكثر من الكبار، ونتيجة للرطوبة العالية وارتفاع درجات الحرارة وكثرة الذباب الذى يحمل البكتريا المسببة للمرض، ويستطيع أن ينقل المرض من الشخص لنفس الشخص، أو إلى شخص آخر.
ويظهر مرض الحصف على شكل قشور كثيفة لاصقة ذات لون عسلى، وخاصة حول الفم والأنف، ويمكن أن تصيب أى جزء من أجزاء الجلد.
ونصح بأن الوقاية منه تكون بالابتعاد عن الأماكن المزدحمة والتهوية الجيدة، ومكافحة الذباب والحشرات والتواجد فى أماكن باردة، والعلاج بإعطاء المضاد الحيوى عن طريق الفم، والمضاد الحيوى الموضعى.
"حروق الشمس"
وأكد دكتور مصطفى، على أن حروق الشمس وخاصة التى تحدث للمصطفين الذين ينزلوا البحر فى وقت الظهيرة وأشعة الشمس المحرقة، ومع ماء البحر هذا يزيد من حساسية الجلد للأشعة الفوق البنفسجية الضارة، وهذا يؤدى إلى هذه الحروق.
ونصح بأنه يفضل للمصطفين النزول إلى البحر فى الأوقات التى يقل فيها الأشعة الفوق البنفسجية، وهى إما فى الصباح الباكر أو قبل الغروب، والوقاية من هذا المرض الابتعاد عن النزول البحر فى وقت الظهيرة، ولو حدث حروق تعالج مثل أى حرق، ولكن يفضل استعمال البانسينول الموضعى فيه.
"التسلخات"
أشار دكتور مصطفى إلى أن هذا المرض يكثر فى الصيف لارتفاع درجات الحرارة وكثرة العرق وكثرة المشى يؤدى إلى وجود تسلخات، وخاصة بين الفخذين وتحت الإبط وتحت الصدر عند النساء، والوقاية منه تكون بالابتعاد عن كثرة المشى، والتواجد فى أماكن باردة والاستحمام بماء بارد وتغير الملابس الداخلية باستمرار، والعلاج بإعطاء كريمات موضعية ضد الالتهابات والفطريات البانسينول.
"النزلة المعوية"
قال دكتور جاسر إبراهيم العزب أستاذ الكبد والجهاز الهضمى المساعد بمعهد الكبد القومى، إن النزلة المعوية هى التهاب فى الجهاز الهضمى بما فيه المعدة والأمعاء مما ينتج عنه إسهال حاد، مشيرا إلى أن هناك أسبابا كثيرة لالتهاب المعدة والأمعاء، مثل الفيروسات (مثل فيروس الروتا)؛ البكتيريا (مثل السالمونيلا المسببة للتيفويد والبارا تيفويد وغيرها)، السموم البكتيرية (مثل التسمم الغذائى)، والطفيليات (مثل الجيارديا والأميبا).
وعن كيفية حدوث النزلة المعوية، أوضح دكتور جاسر أن تناول الطعام أو شرب السوائل التى تلوثت بالكائنات الحية الدقيقة، أو لمس الأسطح، أو الأشياء الملوثة ومن ثم وضع اليد فى الفم، أو استخدام اليد فى تناول الطعام، كما أن ارتفاع درجة الحرارة له دور كبير فى انتشار النزلات المعوية، نظرا لانتشار البكتيريا مع حرارة الجو، وعادة ما تظهر أعراض النزلة فى الظهور بعد حوالى 24 إلى 48 ساعة، بعد التعرض لمصدر العدوى ولكن يمكن أن تظهر فى وقت مبكر فى حدود 6 ساعات من التعرض.
وأشار إلى أن الأعراض تكون عبارة عن غثيان وقئ مع إسهال وآلام ومغص وانتفاخ فى البطن وارتفاع فى درجة الحرارة، وخمول وآلام فى الجسم وفى بعض الحالات الشديدة قد يلاحظ المريض وجود دم أو مخاط بالبراز.
ولعلاج حالة النزلة المعوية، نصح بأنه يجب شرب الكثير من السوائل، أو محلول معالجة الجفاف إذا لزم الأمر، وفى كثير من الحالات يتوقف الإسهال تلقائيا، وقد تكون هناك حاجة إلى العلاج بالمضادات الحيوية فى بعض الحالات حسب رؤية الطبيب المعالج.
ويجب تجنب استخدام الأدوية المضادة للإسهال، والتى تقلل من حركة الأمعاء لما قد تصببه من ضرر، وفى بعض الحالات الشديدة والمصاحبة بقى مستمر قد يعطى المريض محاليل طبية عن طريق التنقيط الوريدى.
المصدر اليوم السابع
0 التعليقات:
إرسال تعليق