كائن مجهري صغير “طفيل” يتطفّل على خلايا القطط ويساعدها بطريقة مذهلة على اصطياد الفئران، هو السبب وراء إصابة البشر من أصحاب القطط المنزلية بالأمراض العقلية والفصام (الشيزوفرينيا).
أثبتت دراسة حديثة، أن حوالي نصف مرضى الفصام كانوا قد اقتنوا قطّة أثناء طفولتهم.
وكانت دراسات سابقة قد خلصت إلى نتائج مماثلة تربط بين تربية القطط المنزلية والإصابة بالفصام، كما أن أبحاثاً عديدة فسرت ذلك بانتقال “صائد الفئران” هذا من القطط إلى الإنسان، بحيث إن هذا الطفيلي لا يتسبّب بالضرورة بالفصام، لكنه يزيد من خطر الإصابة به مع مرور السنوات.
ولا يتسبّب هذا الطفيلي بأي أعراض عند البشر- عدا المصابين بأمراض نقص المناعة كالإيدز أو الحوامل-، ويمكن في بعض الحالات أن يتسبب بأعراض إنفلونزا خفيفة سرعان ما تختفي دون أن يُعرف سببها، لكنه يستطيع أن يعيش خاملاً في خلايا الإنسان ويتنشّط من جديد بعد سنوات طويلة، ويصيب بعض النواقل العصبية في الدماغ، بحسب العلماء.
وقام الباحثون في الدراسة التي نشرت نتائجها في الدورية العلمية المختصة Schizophrenia Research بتحليل نتائج استبيان جرى عام ١٩٨٢، وشمل أكثر من ألفي عائلة، ووجدوا أن أكثر من 50% من الأشخاص الذين أصيبوا بالفصام في السنوات اللاحقة كانوا قد اقتنوا قطاً أثناء طفولتهم.
ويسمّى “صائد الفئران” هذا بـ Toxoplasma gondii -أو المقوسة العنقودية بالعربية-، وهو كائن طفيلي مجهري يستطيع أن يعيش في خلايا الفقاريّات والثديات والطيور، لكنه يكمل دورة حياته في القطط بشكل خاص ويخصها بقدرته على الانتقال جنسياً فيما بينها.
ويساعد الطفيل القطط على افتراس الفئران من خلال ظاهرة غريبة تحظى باهتمام خاص من قبل العلماء، إذ إن هذا الطفيلي ينتقل للفئران ويغيّر من سلوكها، بحيث إنها تصبح أكثر شجاعة وأقل نفوراً من روائح القطط (وبالذات روائح بول القطط)، لتقع في النهاية فريسة سهلة لا تتقن الفرار من الخطر.
كما أن هذا الطفيلي ينتشر بشكل خاص بين الفرنسيين، إذ إن إحصاءات سابقة كانت قد وجدت أن سكان فرنسا هم الأكثر إصابة في الكرة الأرضية بنسبة وصلت إلى 82% من السكان، في حين أن نسبة انتشاره في بقية البلدان تتفاوت بين 30 إلى 50% من البشر.
وينتقل الطفيلي من القطط إلى البشر من خلال برازها، لذا فإن الأطباء ينصحون بعدم السماح للقطط بالتبرّز داخل المنزل، أو إحكام إغلاق الصندوق الذي تتبرّز فيه، كما يؤكدون على أهمية عدم السماح للقط المنزلي بالاختلاط مع قطط أخرى قد تتسبب بانتقال الطفيلي له.
المصد: وكالات
علوم و صحة
0 التعليقات:
إرسال تعليق