انتشرت فى الفترة الأخيرة بصورة مبالغ فيها جدا استخدام الشباب والكبار سواء كانوا رجالا ونساء لبعض الأدوية غير الموصوفة طبيا، والتى تباع فى السوق السوداء، وفى بعض الصيدليات بصورة غير رسمية مثل "الترامادول، والتامول" ومشتقاتهم التى تؤثر على المخ وصحة الإنسان.
قال الدكتور محمد عادل الحديدى أستاذ الطب النفسى، إن هذه الأدوية ومشتقاتها تكون من مشتقات مواد أفيونيه مثل (المورفين والهيروين) التى تؤثر على العقل والتى يجب أن توصف فقط لعلاج الآلام الشديد التى ليس لها علاج آخر، مثل علاج السرطان وآلام العظام المزمنة.
أوضح الطبيب فى تصريح لـ"اليوم السابع" أن السبب وراء لجوء البعض لهذه الأدوية أنها تعمل على زيادة النشاط والقدرة الجنسية، معتقدين أنه لا يوجد منها مشاكل لكونها منتشرة وأصبحت منتشرة فى متناول الجميع، مشيرا إلى أن حقيقة هذه المواد من "الترامادول" ومشتقاته هو مسكن قوى لا يعمل على التنشيط بل إنه يسكن الآلام، وبالتالى لا يشعر المتعاطى بالإرهاق ولذا سيقوم بالعمل لفترات طويلة مستهلك جسمه دون أن يشعر بالإرهاق.
مستكملا حديثة أنه عند التوقف من أخذ هذه العقاقير سيشعر المتعاطى بالآلام شديدة فى كافة أجزاء الجسم ولا يستطيع النوم مع عصبية شديدة قد تدفعه إلى الشجار اللفظى والجسدى حتى تعاطى المخدر، الذى يعمل على تهدئته بصورة مؤقتة، مع الاستخدام المتوالى يصبح الشخص غير قادر على إيقاف استخدام هذه الأقراص، وإلا سيشعر بآلام شديدة بالجسم ومع الوقت يضطر إلى زيادة الجرعة للحصول على نفس الشعور الذى كان يحصل عليه بجرعات قليلة.
أوضح الحديدى أن تأثير هذه تؤثر على المستقبلات العصبية والأفيونية بالمخ، والتى هى الدافع للنجاح والنشاط، وبالتالى لن يستطيع أى شخص متعاطى هذه المواد الشعور بالنجاح والنشاط الطبيعى دون استخدام هذه المواد، ومع الوقت تؤثر هذه المواد على "مادة السيروتونين"، التى تلعب دورا كبيرا وتسبب مرض الاكتئاب والقلق والوسواس القهرى، وعند الانقطاع عن استخدام هذا المخدر كثيرا تظهر أعراضا على المتعاطى.
أشار أستاذ الطب النفسى إلى أن هناك بعض الأعراض التى تلاحظ على متعاطى"الترامادول"ومشتقاته، وهى الأرق والعصبية والتوتر وقلة النوم وفقدان الشهية ونقص الوزن بشكل ملحوظ وزيادة معدل التدخين للسجائر والسهر لفترات طويلة، وضيق فى حدقة العين، مشيرا إلى أنه مع الاستخدام لفترات طويلة لهذه الأدوية يصاب المتعاطى نوبات صرع وتشنج ويؤدى أيضا إلى الإصابة بالفشل الكلوى والكبدى.
لذلك ينصح الطبيب أن عند ملاحظة أى عرض من هذه الأعراض يبدأ الكشف وعمل الفحوصات اللازمة وسحب هذه المواد من الجسم ويتم علاج تأهيلى للمريض حتى لا يعود للتعاطى مرة أخرى، مضيفا أن السبب الأكبر وراء تعاطى هذه المواد أن الجميع يعالج نفسه بنفسه وعند الشعور بأى آلم يلجأ إلى أخذ أدوية لا يعلم مدى ضررها إلا أنها تسكن فقط الألم، وتعمل على تهدئة مؤقتة، لذلك ينصح بعدم تعاطى أى علاج إلا تحت إشراف طبيب متخصص.
المصدر اليوم السابع
0 التعليقات:
إرسال تعليق