الاثنين، 11 نوفمبر 2013

العالم يحتفل يوم 14 نوفمبر باليوم العالمى لمرض السكر

يحتفل العالم يوم 14 نوفمبر باليوم العالمى للسكرى، بهدف إذكاء الوعى العالمى بداء السكرى، ومعدلاته التى ما فتئت تزداد فى شتى أنحاء العالم وبكيفية الوقاية من المرض فى معظم الحالات.

وجاء أول احتفال باليوم العالمى للسكرى فى عام 1991، من قبل الاتحاد الدولى للسكرى، ومنظمة الصحة العالمية، فى استجابة للمخاوف المتزايدة بشأن التهديد المتصاعد للصحة من مرض السكرى.



وفى عام 2007 قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتبار يوم 14 نوفمبر يوما عالميا للسكرى، يحتفل به كل عام، وتم اختيار هذا اليوم لإحياء عيد ميلاد فريديريك بانتين الذى أسهم مع شارلز بيست فى اكتشاف مادة الأنسولين فى عام 1922، علماً بأن تلك المادة باتت ضرورية لبقاء مرضى السكرى على قيد الحياة.



ويعتبر مرض السكرى من الأمراض المزمنة التى يغفل عنها الكثيرون، فالسكرى هو الكارثة الصامتة التى تتطلب من المصاب أن يعيد صياغة عاداته اليومية، وللأسف الشديد فإن عدد المصابين بمرض السكرى حول العالم يزداد عاماً بعد عامٍ، فيوجد حوالى 9 ملايين مصاب بالسكرى، فى ألمانيا وحدها، بينما تحتل المملكة العربية السعودية المركز الثالث عالمياً فى نسبة المصابين بمرض السكرى.

وطبقا لأحدث إحصائيات منظمة الصحة العالمية لعام 2012، فإنه يوجد حوالى 347 مصابا بمرض السكرى بنوعيه حول العالم، مقارنة بـ 366 مليون العام الماضى، وتشير التقديرات إلى أن عام 2004 شهد وفاة نحو 3.4 مليون نسمة نتيجة ارتفاع نسبة السكر فى الدم، وأن أكثر من 80% من وفيات السكرى تحدث فى البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل.

ويسجل نصف وفيات السكرى تقريباً بين من تقل أعمارهم عن 70 سنة؛ كما تسجل 55% من تلك الوفيات بين النساء؛ وتشير توقعات منظمة الصحة العالمية إلى أن وفيات السكرى ستتضاعف فى الفترة بين عامى 2005 و2030، ومن المتوقع أن يصبح السكرى سابع أسباب الوفاة الرئيسية فى العالم بحلول عام 2030.



والسكرى مرض مزمن يحدث عندما يعجز البنكرياس عن إنتاج مادة الأنسولين بكمية كافية، أو عندما يعجز الجسم عن استخدام تلك المادة بشكل فعال. والأنسولين هرمون ينظم مستوى السكر فى الدم. وارتفاع مستوى السكر فى الدم من الآثار الشائعة التى تحدث جراء عدم السيطرة على السكرى، وهو يؤدى مع الوقت إلى حدوث أضرار وخيمة فى الكثير من أعضاء الجسد وبخاصة فى الأعصاب والأوعية الدموية. وهناك نوعين من مرض السكرى: مرض السكرى النوع 1 وهو عبارة عن حالة اضطراب فى المناعة الذاتية تحدث حين تهاجم أجسام مضادة ذاتية البنكرياس تتسبب بفشلها وعدم قدرتها على افراز الانسولين، ويتطلب هذا النوع العلاج عن طريق الأنسولين.

أما مرض السكرى من النوع 2 فيصاب به الإنسان نتيجة لزيادة وزنه واتباع نمط حياة كسول وغير صحى، فى هذا النوع يتواجد الأنسولين فى الجسم إلا أن الجسم يقاومه، مما يجعل العلاج بالأنسولين فى هذه الحالة عديم الفائدة، وتشير التقارير إلى أنه يلاحظ فى السنوات الأخيرة ازدياد الإصابة بمرض السكرى من النوع 2 بين كافة الفئات العمرية من الناس فى العالم. وهناك السكرى الحملى وهو ارتفاع مستوى السكر فى الدم، الذى يتفطن إليه بادئ الأمر خلال فترة الحمل، وتطابق أعراض السكرى الحملى أعراض النمط 2. ويشخص السكرى الحملى فى أغلب الأحيان عن طريق الفحوص السابقة للولادة وليس جراء الإبلاغ عن أعراضه، ويمثل اختلال تحمل الجلوكوز واختلال الجلوكوز مع الصيام مرحلتين وسيطتين فى عملية الانتقال من الحالة الطبيعية إلى الإصابة بالسكرى. والأشخاص الذين يعانون من هاذين الاختلالين معرضون بشدة للإصابة بالسكرى من النمط 2، مع أن ذلك ليس بقدر محتوم.

ويمكن أن يتسبب السكرى مع مرور الوقت فى إلحاق أضرار بالقلب والأوعية الدموية والعينين والكليتين والأعصاب. ويزيد السكرى من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية. فالأمراض القلبية الوعائية (أمراض القلب والسكتة الدماغية بالدرجة الأولى) تتسبب فى وفاة 50% من المصابين بالسكرى؛ اعتلال الشبكية السكرى وهو من الأسباب الرئيسية المؤدية إلى العمى، وهو يحدث نتيجة تراكم طويل المدى للأضرار التى تلحق بالأوعية الدموية الصغيرة الموجودة فى الشبكية.

وبعد التعايش مع السكرى لمدة 15 عاماً يصاب نحو 2% من المرضى بالعمى ويصاب حوالى 10% بحالات وخيمة من ضعف البصر. كما أن السكرى من الأسباب الرئيسية المؤدية إلى الفشل الكلوى ويتسبب هذا الفشل فى وفاة 10 إلى 20% من المصابين بالسكرى. الاعتلال العصبى السكرى هو ضرر يصيب الأعصاب بسبب السكرى، ويطال نحو 50% من المصابين بهذا المرض، وعلى الرغم من تعدد المشاكل التى قد تحدث جراء الاعتلال العصبى السكرى، فإن الأعراض الشائعة هى نخز أو ألم أو تنمل أو ضعف فى القدمين أو اليدين. إن المصابين بالسكرى معرضون لخطر الوفاة بنسبة لا تقل عن الضعف مقارنة بغير المصابين به.

وأعرب البروفيسور جين كلاود مبانيا، رئيس الاتحاد العالمى لجمعيات مرضى داء السكرى، عن قلقه حيث تشير البيانات الوارد إلى أن الوباء قد خرج عن السيطرة، ونحن نخسر معركة إحتواء داء السكرى. وقد أصدر الاتحاد العالمى لجمعيات داء السكرى أطلس عالمى لداء السكرى لدول العالم، وقد تنبأ الاتحاد العالمى لجمعيات مرضى داء السكرى أن يصل عدد حالات السكر على المستوى العالمى إلى 552 مليون حالة بحلول عام 2030، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 7ر50% مقارنة بالأرقام الحالية، ومن المتوقع أن تصل نسبة الزيادة فى حالات السكر بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال نفس الفترة إلى 83% ، وفى الدول النامية توقع أن يتجاوز عدد المصابين بالسكرى حوالى 435 مليون نسمة فى عام 2030، وهو عدد يزيد عن عدد السكان الحالى فى أمريكا الشمالية. وأشار الأطلس أن الذين يعانون من داء السكرى يشكل 7% من السكان البالغين على المستوى العالمى.

ومن المناطق التى بها أعلى معدلات الانتشار المقارنة للداء أمريكا الشمالية، حيث أن هناك 10.2% من السكان البالغين مصابين بداء السكرى، وتليها منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بنسبة 9.3% . ومن المناطق التى يوجد بها نسبة عالية من المصابين بداء السكرى منطقة غرب المحيط الهادى، حيث يوجد بها حوالى 77 مليون شخص مصابين بداء السكرى ومنطقة جنوب شرق آسيا، حيث يوجد بها 59 مليون شخص مصابين بهذا الداء.

وتعد الهند الدولة التى بها معظم الناس مصابون بداء السكرى، حيث بها (50.8 مليون) حالة حسب الإحصاءات الحالية، تليها الصين بعدد (43.2 مليون). يأتى فى مؤخرة هؤلاء الولايات المتحدة (26.8 مليون) وروسيا الاتحادية (9.6 مليون) والبرازيل (7.6 مليون) وألمانيا (7.5 مليون) وباكستان (7.1 مليون) واليابان (7.1 مليون) وإندونيسيا (7 ملايين) والمكسيك (6.8 مليون).

وفيما يتعلق بنسبة السكان البالغين المصابين بداء السكرى، تبين البيانات الجديدة الآثار المدمرة لداء السكرى عبر منطقة الخليج، حيث تعد خمس دول من دول الخليج من بين أكبر عشر دول متأثرة بداء السكرى. بلغت جزيرة ناورو أكبر معدلات داء السكرى حيث أن هناك حوالى ثلث عدد السكان البالغين (30.9% ) مصابين بداء السكرى. تليها الإمارات العربية المتحدة (18.7% ) والمملكة العربية السعودية (16.8% ) وموريشوس (16.2% ) والبحرين (15.4% ) وريونيون (15.3% ) والكويت (14.6% ) وعمان (13.4% ) وتونجا (13.4%) وماليزيا (11.6%) وتأتى مصر طبقا لتقدير الاتحاد الدولى للسكر 4 ملايين و509 ألف مواطن مصرى يعانون من السكر، ومن المتوقع وصول عدد الحالات إلى 12 مليونًا و374 ألف مريض بحلول عام 2030، مما يضع مصر من الدول التى تعانى أعلى المعدلات فى العالم، حيث تشغل المرتبة التاسعة عالميا.



وأصبح العبء الاقتصادى المتزايد لداء السكرى إحدى القضايا الإنمائية، ويمكن مشاهدة التفاوتات بين المناطق بوضوح فى نفقات الرعاية الصحية لمرضى السكرى، إذ أنفقت أمريكا الشمالية والبحر الكاريبى ما يقدر بـِ 223 مليار دولار أو 48٪ من نفقات الرعاية الصحية العالمية على السكرى فى عام 2011، تليها أوروبا التى أنفقت نحو نصف هذا المبلغ (130 مليار دولار). وبالمقابل، لم تنفق منطقة غربى المحيط الهادئ إلا 72 مليار دولار فقط رغم أن لديها العدد الأكبر من المصابين بالسكرى، وأنفقت كل من أمريكا الجنوبية والوسطى، والشرق الأوسط وشمال أفريقيا أقل من 5٪ من إجمالى النفقات العالمية، فى حين أنفقت منطقتى جنوب شرق آسيا وأفريقيا أقل من 1٪.






المصدر اليوم السابع

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More