يعيش بعض أفراد المجتمع على اختراق القانون والقيم السائدة، ويتميز هؤلاء بالنفاق، وعدم القدرة على التحدث بصدق لفترات طويلة، وتصرفاتهم أبعد ما تكون عن التصرف السليم.
يوضح الدكتور أحمد هارون، مستشار العلاج النفسى وعلاج الإدمان، أن تصرفات هؤلاء الأفراد، يطلق عليها "الشذوذ الأخلاقى" أو "عصاب أخلاقى"، قائلا إن الوصف العلمى يتغير مع أمثال هذه الشخصية حسب الأعراض التى تظهر عليها، وطريقة العلاج التى تتبع عنها، ولكن فى المجمل يمكن أن يطلق على هؤلاء أنهم "شخصيات سيكوباتية"، أو شخصية رافضة للمجتمع، وأضاف "هارون" أن علم النفس يعرف الشخصية السيكوباتية، بأنه مجموعة من السلوك الشاذ ناتج عن وجود مرض نفسى تجاه المجتمع، مما يترتب عليه مشكلات مجتمعية، مثل ضياع الأمان، أو الخوف الدائم، أو القلق والضغوط النفسية.
وأشار "هارون" إلى أن شخصيات هؤلاء المرضى لها 5 سمات أساسية، وهى الأنانية، بدون سبب واضح فهو يريد الاستثارة بكل شىء حتى إذا لم يحتجها، والسمة الثانية عدم القدرة على بناء علاقات اجتماعية يتخللها الاحترام أو المودة مع الشخصيات العادية من البشر، مضيفا أن السمة الثالثة هو شخص متميز بالاندفاع والعصبية الشديدة.
وتابع "هارون"، أن السمة الرابعة للشخصية السيكوباتية، أو الرافضة للمجتمع، شخص لا يشعر بالذنب مهما كانت أخطاؤه، والسمة الخامسة، أنه شخصية غالبا ما يسبب مشاكل وإثارة الفتن بين زملائه فى العمل أو لديه مشكلة فى التعامل الأسرى.
وأكد مستشار العلاج النفسى، أن تلك هى الصفات الأساسية للشخص السيكوباتى، إلا أن تلك السمات قد تكون بسبب وجود أمراض نفسية أخرى، والقادر على التفرقة هو الطبيب النفسى، مضيفا أن الشخص السيكوباتى قد يبدو للحظة الأولى شخص طبيعى للغاية، إلا أنه يتميز بالمشاغبة، وبالتقلب المزاجى، وعدم القدرة على احتمال المنافسة العملية على وجه الخصوص.
ولفت الدكتور هارون إلى أن هذا الشخص يعجز عن الاستفادة من أخطاء الماضى، وأنه غالبا لا تجدى معه أساليب التعامل سواء عن طريق اللين، أو حتى الشدة، ويحتاج هؤلاء إلى برامج تأهيله لعلاجهم، وتبقى أهم خطوة لبدء العلاج وهى اعتراف الشخص السيكوباتى بأنه فى حاجة إلى العلاج، فإذا كانت هذه الخطوة أصبح العلاج من أسهل ما يكون.
المصدر اليوم السابع
0 التعليقات:
إرسال تعليق