السبت، 23 نوفمبر 2013

دراسة: الألبان تُعرض المراهقين للكسور.. ويجب التوسط فى تناولها

كشفت دراسة علمية حديثة عن معلومات جديدة وغريبة للغاية بشأن مخاطر تناول كميات كبيرة من الألبان خلال مرحلة المراهقة على صحة الذكور مستقبلاً، وما قد يدعم هذه النتائج ويزيد من مصداقيتها، أنها أجريت بواسطة لفيف من الباحثين بمستشفى بريجهام للسيدات وجامعة هارفارد الأمريكية، أحد أشهر وأعرق الجامعات فى العالم، كما أنها نشرت بمجلة علمية ذات مصداقية كبيرة فى أبحاثها.



وأشار الباحثون إلى أن تناول الأطفال المراهقين، والذين تتراوح أعمارهم ما بين 13 و18 عاما، كميات كبيرة من الألبان لا ينتج عنه فوائد إيجابية على صحتهم، كما يعتقد، بل العكس يحدث تماماً، حيث يرفع ذلك خطر إصابتهم بكسور الورك عندما يصلون إلى مرحلة البلوغ ويطعنون فى العمر، وهو ما يعد أمراً غريباً للغاية ومتصادماً مع معتقداتنا تماماً.



وفسر الباحثون ذلك، بأن تناول كميات كبيرة من الألبان يزيد من طول المراهقين، وهى أحد أشهر عوامل الخطورة المسببة للإصابة بكسور عظام الورك، وتظهر تلك التأثيرات على الذكور فقط، بينما لا تؤثر على الفتيات المراهقات.



وشملت الدراسة أكثر من 96 ألف رجل وامرأة، وظلت فترة المتابعة لما يزيد عن 22 عاما، وكشفت النتائج أن تناول كميات كبيرة من الألبان خلال فترة المراهقة، ما بين 13 و18 عاما، يرفع خطر الإصابة بكسور عظام الورك لدى الرجال، وأن كل كوب لبن إضافى يزيد تلك المخاطر بنسبة 9%، بينما لم يتحقق هذا الافتراض مع السيدات.



ولفت الباحثون فى الوقت نفسه أن هذا المخاطر تزداد بشكل أكثر شيوعاً كلما ارتفع الطول، بينما لا تتأثر السيدات بتناول كميات كبيرة من الألبان خلال المراهقة نظراً لأن هذا المشروب الصحى يزيد من كثافة العظام، وهو ما يقلل من خطر الإصابة بهشاشة العظام، والتى تعد السبب الرئيسى لحدوث الكسور مقارنة بالطول والذى لا يملك تأثير كبير فى حدوث هذه المخاطر.



وتنصح التوصيات الأمريكية لعام 2010، والمتعلقة بالحمية الغذائية، بتناول ثلاثة أكواب من اللبن خلال مرحلة المراهقة لضمان تعزيز كثافة العظام، بينما خالفت تلك الدراسة المفاهيم الطبية المتعارف عليها، وحذرت من عواقب ذلك.



جاءت هذه النتائج بالمجلة العلمية "JAMA Pediatrics"، وذلك على الموقع الإلكترونى الخاص بها فى الثامن عشر من شهر نوفمبر الجارى.



ويُعلق الدكتور خالد عمارة، أستاذ جراحة العظام، بكلية الطب جامعة عين شمس، على هذه النتائج، مشيراً إلى أن العديد من الأبحاث العلمية تصل إلى نتائج تتعارض مع المفهوم العام والقواعد القديمة المتعارف عليها فى الطب، وهذا طبيعى ويساعد على تطوير العلم واختبار مدى صحة المعلومات الموروثة، وعدم اعتبار أى شىء على أنه مقدس أو من المسلمات التى لا تقبل التشكيك فى صحتها.



وتابع عمارة، أن مصداقية أى بحث علمى تعتمد على عوامل كثيرة منها الدقة فى اختيار العينات وطرق التقييم والمتابعة.. إلخ من العوامل التى يمكن مع خطأ بسيط أن تعطينا نتائج تعاكس الواقع تماما.



وفيما يتعلق بهذه الدراسة، فهى تشكك بأن تناول الكثير من اللبن أثناء سن المراهقة يمكن أن يحمى من هشاشة العظام مع تقدم السن، خاصة بين فى الرجال، ويمكن تحليل وتفسير هذه النتيجة باستخدام عدة عوامل منها أن العدد وفترة المتابعة لا تزال غير كبيرة بالنسبة لاستنتاج مثل هذا، كما أن الدراسة تتحدث عن شىء لا يحدث بين أغلب سكان العالم، وهو تناول ثلاثة أكواب كبيره من اللبن يوميا كقاعدة لمنع حدوث الهشاشة.



ويضيف الدكتور خالد عمارة، أن ما نأخذه من هذه الدراسة هو "أن خير الأمور الوسط" وينبغى التوسط فى تناوله، ومع أن اللبن مفيد، لكن الإفراط فى تناوله لن يُفيد الجسم، وسيتم إخراج الزائد عن الاحتياج من كالسيوم وأملاح فى البول، وهو ما يجعله حملاً زائداً على وظائف الكلى بدلا من أن يُحقق فائدة للجسم، لافتاُ أنه يتطلع إلى أبحاث جديدة تثبت أو تنفى النتائج الأولية لهذا البحث.






المصدر اليوم السابع

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More