عادة ما يربط الناس بيت المرض النفسى والعقلى، مما يجعلهم يتحرجون من الذهاب إلى العيادات النفسية كما يقول الدكتور جمال شفيق أحمد- أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس، لافتاً إلا أنه وجد من خلال الخبرة الإكلينيكية ومن خلال نتائج العديد من البحوث والدراسات النفسية التى أجريت على شرائح كثيرة مختلفة ومتنوعة من المجتمع المصرى، إن هناك غموضا وتضاربا وإنكارا لموضوع المرض النفسى وكذلك المرض العقلى لدى أغلب فئات المجتمع بما فيهم شرائح المؤهلات العليا بل والدراسات العليا فى العديد من التخصصات التى تبعد عن مجال العلوم الإنسانية بصفة عامة.
تابع جمال لقد ظهر من نتائج تلك الدراسات أن الناس تربط مابين المرض النفسى والمرض العقلى وبين السحر والشعوذة والمس والجن والأعمال السحرية والحسد والعين والتخلف العقلى والجنون، وما إلى ذلك من مفاهيم كثيرة مغلوطة وخاطئة.
مشيرا إلى أن المريض النفسى والمريض العقلى فى نهاية الأمر هو كيان إنسانى تعرض لمشاكل، ولضغوط، ولصراعات، ولأزمات لم يستطع مواجهتها أو تحملها، وبالتالى أصبح مريضًا، صريعًا أو ضحية الظروف والأحداث وهو فى أمس الحاجة إلى من يأخذ بيده ويستمع له ويفهمه ويساعده فى حل مشكلاته وتخطى أزمته ومحنته النفسية بكل حب واحترام وتقدير لإنسانيته ولظروفه ولحالته المرضية.
يوضح دكتور جمال أن هناك مجموعة من الأسس النفسية السليمة للتعامل مع المرضى النفسيين أو المرضى العقليين ينبغى مراعاتها، وهى احترام شخصية المريض أى كان نوع مرضه وطبيعته، فهو فى كل الأحوال كيان إنسانى يعانى من محنة ويحتاج لمن يمد له يده ويأخذ به إلى بر الأمان مرة أخرى، ولابد من معاملته بكل حب واحترام وتقدير وتشجيع، لأن المريض النفسى فى أزمته ومحنته يكون حساسا جدًا ومرهف المشاعر، ويتلهف على من يتعاطف معه ويهتم به.
مشيرا إلى ضرورة إعطاء المريض النفسى الفرصة ليعبر عن نفسه وعما يشعر به ويدور بداخله بكل حرية وتفهم وتقبل لمشاعره وظروفه وأحواله، مع إعطائه مساحة للترفيه والمتعة وكثرة الحديث عن الذكريات السعيدة والمبهجة ومحاولة الخروج به خارج دائرة تقوقع الذات، والبعد قدر الإمكان عن معايشة أو إثارة المواقف الضاغطة أو المحبطة أو الفاشلة أو الحزينة أو المؤلمة أو المثيرة للعواطف والمشاعر والأحاسيس والانفعالات.
مع ضرورة تشجيع المريض على أداء الفرائض الدينية والعبادات وكثرة الدعاء والالتجاء إلى الله سبحانه وتعالى والتقرب إليه.
المصدر اليوم السابع
0 التعليقات:
إرسال تعليق