السبت، 26 أكتوبر 2013

سلالة جديدة من أنفلونزا الطيور تعطى دفعة لأبحاث الطفرات الفيروسية

يسعى علماء هولنديون يتجمعون فى معمل سرى وسط إجراءات أمنية مشددة لتطوير طفرات من سلالات فيروس الأنفلونزا، وهو عمل خطير يهدف لتحضير العالم لجائحة فتاكة قبل أن تظهر فى الطبيعة.



وأثارت فكرة إنتاج فيروسات مسببة للأمراض من خلال تقنيات الهندسة الوراثية جدلا كبيرا، وذلك خشية تسرب مثل هذه السلالات الفيروسية أو وقوعها فى أيدٍ غير أمينة.



ومع ترقب الصين لانتشار مزيد من حالات الإصابة بالسلالة الفيروسية الجديدة الفتاكة (اتش7أن9) يقول عالما الفيروسات رون فوتشييه واب اوسترهاوس، إن مزايا أبحاث طفرات الجينات تفوق المخاطر بكثير.



وتهدف التجارب لاستطلاع قدرات الفيروس بغية تطوير عقار يقاومه واماطة اللثام عن التحورات الجينية التى قد تحسن قدرته على الانتشار، ويقولان إن عملهما قد يتيح الخبرات المعرفية لمنع تفشى الأنفلونزا الفتاكة.



وقد يحدث ذلك من خلال التوصل للقاحات جديدة فى الوقت المناسب، أو أنواع علاج أخرى متوافقة مع جينات السلالة الجديدة.



ويقول اوسترهاوس وهو مدير معمل فى هولندا يحظى بدرجة عالية من الأمان الحيوى ويقود جانبا من أنشطة طفرات اتش7ان9 "نستعد لما سيحدث فيما بعد. إذا أصبح انتقال فيروس اتش7ان9 بين البشر سهلا فان نسبة الوفيات قد تنخفض قليلا عما هى عليه الآن، ولكن ما زلنا نتحدث عن وفاة نحو مليون شخص".



وأضاف "هذا السؤال مهم.. ما الذى يساعد على انتقال الفيروس بسهولة. إن فهم ما يحدث مهم للغاية".



وإلى الآن توفى 45 من بين 136 شخصا أصيبوا بالفيروس اتش7ان9 فى الصين وتايوان أى أن نسبة الوفيات نحو 30 فى المائة.



يقول فوتشييه الذى سبق أن أجرى تجارب على سلالة أخرى هى اتش5ان1 أن خطر تسبب فيروس اتش7ان9 فى جائحة يتعاظم فى حالة اكتسابه من الطبيعة ما يهدف لتحقيقه فى المعمل أى القدرة على سهولة الانتشار بين البشر.



وحتى الآن نادرا ما يقدم الشكر لعالمى الفيروسات على جهودهما لجمع أكبر قدر من المعلومات عن السمات الجينية لمخاطر أنفلونزا الطيور.



ويتهم ستيفن سالزبرج أستاذ الطب والإحصاءات الحيوية بكلية جون هوبكنز للطب الاثنين "بالتعامل بعجرفة شديدة" وقال أن فكرة فوتشييه عن الجدوى المحتملة لعمله "مشوشة للغاية"، وأضاف أن فكرة إجراء أبحاث على مسببات المرض شديدة الخطورة.



وظهرت أولى حالات الإصابة بسلالة اتش 7ان9 -التى لم يكن معروف من قبل أنها تصيب البشر- فى فبراير شباط وانتشرت بسرعة فى أبريل نيسان ومايو ثم انحسرت فى أشهر الصيف.



وتجددت المخاوف من عودة الفيروس مع انخفاض درجات الحرارة وموسم تفشى أنفلونزا الطيور. وكانت الصين أكدت حالة إصابة جديدة بالسلالة إتش7إن9 من فيروس أنفلونزا الطيور الأربعاء الماضى، وهى ثانى إصابة تعلن عنها بعد تراجعه فى فصل الصيف.



وفى موقع سرى فى حرم مركز ايراسموس الطبى فى ميناء روتردام يختار حفنة من الباحثين خضعوا لتدقيق امنى صارم جينات ويضيفون البعض منها ويمحون البعض الآخر لسلالات فيروس إتش 7ان9 لمعرفة قدراته فى أسوأ الحالات.



وتهدف الدراسات لإدخال تعديلات جينية على الفيروس لمعرفة ما يتطلبه تحوله لجائحة فتاكة. وقد يعنى ذلك أن يصبح انتقاله بين البشر أسرع، وبالطبع لا يجرى مثل هذا العمل فى أى مكان.



ويعمل فريق ايراسموس فى واحد من أكثر المعامل أمنا فى أوروبا، ويتميز بأرفع مستويات الأمان الحيوى للأبحاث الأكاديمية.



ويقول فوتشييه وهو واحد من ستة أشخاص فحسب حصلوا على تصريح أمنى لدخول المعمل إنه يشعر فى المعمل بأمان أكبر مما يشعر به عند السير فى الشارع رغم وجود طفرات فيروسية هناك.



وشرح خلال زيارة خاصة للحرم "تحتاج مفتاحا خاصا للدخول ويجرى تغيير الملابس أكثر من مرة عند الانتقال بين جميع أنواع الغرف المغلقة "، ويضيف "يوجد أرقام سرية شخصية وإجراءات أمنية إضافية للدخول لمجموعة تالية من الابواب والكاميرات فى كل مكان تعمل على مدار الساعة"، وما من حاجة لذكر أن وسائل الإعلام ممنوعة تماما من دخول المعمل.






المصدر اليوم السابع

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More